لبنان وخـطـر الـدخـول فـي أزمـة حـكـم هـل يـنـسـحـب الـثـنـائـي مـن الحـكـومـة؟

لبنان وخـطـر الـدخـول فـي أزمـة حـكـم هـل يـنـسـحـب الـثـنـائـي مـن الحـكـومـة؟

 19 د 49 ث

مـنـيـر الـربـيـع – الـمـدن

فيما تتجه الأنظار نحو مسار خطة ترامب الخاصة بوقف الحرب على غزة وكيفية تطبيقها في مرحلتها الأولى، والتأسيس للمرحلة الثانية

وفيما تجاوزت سوريا أولى انتخاباتها لتشكيل مجلس الشعب.

وسط شخوص الأنظار إلى الزيارة التي سيجريها الرئيس أحمد الشرع إلى روسيا في منتصف الشهر الحالي للمشاركة في قمة سورية- وروسية تبحث أفق التعاون المشترك في مجالات عديدة عسكرياً أو سياسياً.

إضافة إلى البحث في طباعة أوراق نقدية جديدة من الليرة السورية والبحث في استثمارات موسكو على الساحل السوري.

فإن الأنظار في لبنان تتجه إلى جلسة مجلس الوزراء وما ستقرره بشأن “موقعة الروشة” والبت بمصير جمعية رسالات…

بين سحب ترخيصها أو توجيه تحذير لها مع تغريمها بسبب مخالفتها للترخيص الذي مُنح لها. 

كما تبقى الأنظار مشدودة نحو التقرير الأول الذي سيعرضه الجيش اللبناني بعد شهر من إقرار خطته وعمله على حصر السلاح بيد الدولة.

الحزب يخشى الخديعة

على المستوى الفلسطيني، المفاوضات مستمرة في القاهرة للبحث في كيفية تطبيق خطة ترامب، ووقف العمليات العسكرية.

وفي ملف الأسرى الذين يربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطلاق سراحهم بوقف النار والانتقال إلى المرحلة الثانية.

بينما تبحث حركة حماس عن ضمانات أميركية بالتزام بنود الخطة كاملة، وعدم استئناف الحرب بعد الإفراج عن الأسرى. 

وفي هذا السياق برز موقف حزب الله الذي يرحب بما قررته حماس، وذلك بعدما كان الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قد انتقد الخطة واعتبر أنها تلبي المصالح الإسرائيلية والأميركية. 

وموقف حزب الله الجديد والمرحب جاء نتيجة لاتصالات حصلت بين الجانبين وشاركت فيها إيران. 

وبحسب المعلومات، فإن الحزب أبلغ حماس أن ما قصده قاسم كان تحذير الحركة من التعرض لخديعة تدبرها اسرائيل والولايات المتحدة، فيجري استئناف الحرب بعد تسليم الأسرى. 

ويَعتبر الحزب أن الأهداف الإسرائيلية والأميركية من المعركة لم تتحقق بعد.

فيما يبقى تكرار نموذج لبنان في غزة احتمالاً قائماً من خلال إصرار الإسرائيليين على احتلال نقاط ومواقع أساسية.

إضافة إلى احتفاظهم بامتياز توجيه الضربات كلما أرادوا. 

وكذلك هناك نقاط أخرى قد تهدد خطة ترامب، وخصوصاً إصرار إسرائيل على عدم قيام حماس بأي دور في مستقبل غزة أو القضية الفلسطينية ككل.

إضافة إلى عدم البت بمصير السلاح ومصير قيادات الحركة.

الشرع بين واشنطن وموسكو

على مستوى سوريا، تجاوزت دمشق استحقاق انتخاب مجلس الشعب، علماً أن العملية الانتخابية تعرضت لانتقادات كثيرة، لا سيما أنها لم تكن مباشرة. 

ولكن، بالنسبة إلى القيادة السورية، هو استحقاق لا بد منه. أولاً كتجربة أولى بعد تولي السلطة…

وثانياً لأن هناك الكثير من المشاريع والمراسيم والقرارات التي تحتاج إلى تصديق في مجلس الشعب، وهي معطلة في انتظار تشكيله.

خصوصاً ما يتعلق بالاتفاقيات الاستثمارية الكثيرة مع جهات خارجية، أو ما يتعلق بقوانين لها علاقة بانتظام الوضع الداخلي. 

وقد انتهت الانتخابات السورية على وقع استمرار المشكلة في السويداء، وتفاقمها مع قسد، وعلى أبواب زيارة أحمد الشرع إلى روسيا

مع ملاحظة أنه كلما تعثّرت العلاقة مع قسد أو شابتها ملاحظات مع الأميركيين، يفتح الشرع باب روسيا التفاوضي. 

وتأتي هذه الخطوة بعد تعثر التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل بسبب الشروط الإسرائيلية. 

ولا بد أن تكون لذلك انعكاسات على المرحلة المقبلة، أو تظهر مؤشرات أميركية جديدة تجاه سوريا. 

احتواء السلاح… ولغم الروشة

أما لبنان فهو بين مشهدين. الأول هو تداعيات “موقعة الروشة” التي ستكون حاضرة على طاولة مجلس الوزراء.

والثاني هو تقرير الجيش اللبناني لما أنجزه على مدى شهر منذ إقرار الحكومة خطتَه لحصر السلاح في يد الدولة…

وما قام به في جنوب نهر الليطاني أو حتى في شماله، مع اعتماد الجيش على منطق “احتواء” سلاح حزب الله.

أي عدم السماح بنقله وإقامة حواجز، لعدم إدخال أسلحة جديدة تتيح للحزب إعادة بناء قدراته العسكرية. 

وأما قضية الروشة فلا تزال تداعياتها قائمة، خصوصاً مع إصرار رئيس الحكومة وعدد من الوزراء على سحب رخصة جمعية رسالات.

وسط محاولات لتلافي هذا الخيار من جانب الحزب ورئيس مجلس النواب.

ويتم التواصل مع رئيس الجمهورية لتجنب أي انقسام جديد. 

فإذا بقي الإصرار على سحب الرخصة من الجمعية، يمكن أن ينسحب وزراء الثنائي الشيعي من الجلسة.

ما يطرح تحديات جديدة أمام هذا الثنائي الذي يعتبر أن غالبية جلسات الحكومة تتضمن بنوداً تمثل نوعاً من التحدي لهما. 

وهذا ما قد يدفعهما إلى التفكير في تعليق مشاركتهما في الحكومة أو حتى التفكير في الانسحاب منها.

هواجس الانتظار: حرب أو لا حرب! 

أمام هذه التطورات، تبقى الأنظار اللبنانية مشدودة في اتجاه ما سينتج عن خطة ترامب لوقف الحرب على غزة، وكيفية انعكاسها على لبنان.

وهو ما يمكن أن يتحدد بناء على تقرير الجيش وما تم إنجازه. 

في هذا السياق، يضج لبنان بأجواء متناقضة، بعضها يذهب إلى حدود التهويل باحتمال حصول تصعيد عسكري إسرائيلي أو تكثيف للضربات.

وبعضها الآخر يشير إلى أن اسرائيل لن تدخل في حرب جديدة الآن، خصوصاً أن ترامب لا يريد توسيع الحروب أو تجديدها

وأن واشنطن ستوازن بين مساري الضغط السياسي وتفهم الواقع اللبناني لمنع حصول انفجار يستدعي من الحزب المزيد من الاستنفار الداخلي.

ما يؤدي إلى شلل حكومي وسياسي بعد الشلل النيابي.

 

شاهد أيضاً

النائب حسن فضل الله: الأجدى للحكومة مناقشة خطة تسليح الجيش للتصدي للعدو

رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنّه لا يمكن للأغلبية في الحكومة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *