غارة أنهت حياة أمٍ وأبٍ كفيف… وتركَت ثلاثة أطفالٍ ينتظرون عودةً لن تأتي

✍️ بقلم الإعلامية زهراء الساحلي
رئيسة تحرير موقع الرضوان الإخبآرية

في ظهر يومٍ لبنانيٍّ مؤلم، كانت الحياة تسير بهدوء في إحدى القرى، حتى دوّى صاروخٌ غادرٌ قلب المشهد رأسًا على عقب.
في تلك اللحظة، كانت زوجةٌ تصعد إلى السيارة لتقود زوجها الكفيف، الجريح في عدوانٍ إسرائيليٍّ سابقٍ بتفجير أجهزة “البيجر”، ليتوجها معًا نحو المدرسة حيث ينتظرهما أولادهما الثلاثة بفرحٍ ولهفةٍ طفولية.

لكنّ طائرات الاحتلال الإسرائيلي، التي لا تعرف للرحمة طريقًا، استهدفت سيارتهما بصاروخٍ مباشر، فحوّلت لحظة اللقاء إلى مأساةٍ لا توصف، وأنهت حياة الأب والأم معًا في مشهدٍ لا يُنسى، بينما بقي الأطفال الثلاثة ينتظرون على أبواب المدرسة… ينتظرون من لن يعود.

أيّ وجعٍ هذا؟
رجلٌ مؤمن، صبر على جراحه وعلى فقدان بصره بعد عدوانٍ سابق، يرحل اليوم مع زوجته التي كانت نوره في ظلمة الحياة.
أطفالٌ حُرموا من دفء الأبوين في لحظةٍ واحدة، ومنحتهم إسرائيل وجعًا لن يُمحى ما حيوا.

ورغم هول الجريمة، لم تُصدر الحكومة اللبنانية بيانًا واحدًا، لم تُدن، لم تُعلّق، لم ترفع حتى الصوت في وجه القاتل.
صمتٌ رسميٌّ مخزٍ، يوازي وحشية العدوان، ويطعن كرامة كلّ لبنانيٍّ حرّ.

أين أنتم من دماء الأبرياء؟
أين هي الإنسانية التي ترفع شعاراتها على المنابر؟
أليس من الخزي أن تُستهدف عائلةٌ كاملة في وضح النهار ولا تهتزّ ضمائر المسؤولين ولا ضمائر العالم؟

يا عالم،
هذه ليست قصةً من الخيال، بل جريمة حقيقية ارتُكبت أمام أعينكم.
رجلٌ فقد بصره بسبب عدوانٍ إسرائيلي، ففقد اليوم حياته بالعدوان نفسه، وزوجته معه، لأنّ الاحتلال لا يفرّق بين كفيفٍ وأمٍّ وأطفال.

إنّ سكوت العالم على هذه الجريمة، وعجز الحكومة عن النطق، هو اشتراك في القتل.
فإسرائيل تزرع الموت، والحكومة تحصد الصمت، والعالم يراقب وكأنّ الدم لا لون له.

 


 

شاهد أيضاً

غارات إسرائيلية فجرية ترعب الجنوبيين… والحكومة صامتة!

—   ✍الإعلامية زهراء الساحلي  رئيسة تحرير موقع الرضوان    استيقظ أهالي الجنوب اللبناني عند …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *