شركاء الانتصار على الإصابة

شركاء الانتصار على الإصابة

️ صحيفة الأخبار

لكل من جرحى الـ«بايجرز» مرافق في رحلة العلاج وشريك في «الانتصار على الإصابة». «عين» الجريح أو «عكازه» كان الأم، الأب، الشقيق/ة، الزوج/ة، الابن/ة، وربما الصديق، وفي بعض الحالات الأطفال. بلال شعبو ساعدته بناته الثلاث في كل مراحل علاجه، من تبديل الضمادات إلى الإشراف على تناول الدواء، و«كنّ يعتنين بي مثل ممرضات صغيرات».
لكل مرافق أسلوبه في الدعم النفسي والمساندة. بعضهم استخدم الفكاهة لتخفيف العبء عن الجريح، وآخرون تجنّبوا إظهار عاطفتهم ليبقى قوياً. كان هادي قطيش يتعمّد ترك شقيقه محمد يتدبّر أموره بنفسه. وعندما تعلّم محمد الذي فقد عينيه استخدام الملعقة ببضعة أصابع، كان هادي يراقبه من بعيد، من دون التدخل في كل مرة تسقط الملعقة من يده.
عادةً ما كانت المرافقات النساء يظهرن عاطفة أكبر من المرافقين الرجال، خصوصاً الأمهات اللواتي حاولن إنجاز جميع الأمور نيابة عن أولادهن الجرحى. تقول إحداهن: «حاولتُ مرة أن أطعم ابني بنفسي، فرفض وقال: يمكنني فعل ذلك وحدي». واليوم، «لا يزال يتولى شراء حاجاتنا بنفسه كما كان يفعل قبل الإصابة».
بتول حكيم، زوجة الجريح محمد جباعي (الذي فقد بصره كلياً وبُتر اثنان من أصابع يده)، كانت ظلّه الدائم. رافقته في المستشفى وفي سفره إلى إيران، حيث «بدلنا ثلاثة أماكن للسكن، وفي كل منها كنت أشرح له تقسيم الغرف ليتمكّن من التحرك بنفسه». بدّدت بتول جميع مخاوف زوجها، خصوصاً تلك المتعلقة بأولاده الذين «سيكبرون من دون أن أراهم»، فطمأنته مازحة: «لا تخف، لم يتغيروا، كبروا قليلاً».
ومثلما تكيّف الجرحى مع إصاباتهم ووضعهم الجديد، تكيفت عائلاتهم أيضاً. نجاة مسلماني، زوجة الجريح حسن خليفة، تعلمت قيادة السيارة لتتمكّن من تدبير شؤون العائلة خارج المنزل. وعن الدعم النفسي الذي قدّمته لعائلتها تقول: «كنا شركاء في دعم بعضنا، كلٌّ يقوّي الآخر في لحظة ضعفه».

شاهد أيضاً

لبنان وخـطـر الـدخـول فـي أزمـة حـكـم هـل يـنـسـحـب الـثـنـائـي مـن الحـكـومـة؟

لبنان وخـطـر الـدخـول فـي أزمـة حـكـم هـل يـنـسـحـب الـثـنـائـي مـن الحـكـومـة؟  19 د 49 ث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *