السابع عشر من أيلول من العام الماضي ارتكب العدو مجزرة بشعة بتفجير أجهزة البيجر بيد حامليها من مدنيين وعناصر في المقاومة
عامٌ مرّ على حادثة تفجير البيجر، هناك حيث أراد القهر أن يقتل الحلم ويطفئ الرجاء، لكن الجرحى كتبوا من بين الركام صفحة جديدة، خلاصتها: تعافينا، أجسادهم حملت الألم، وقلوبهم حملت الحياة،.
فالجرح لم يكسر عزيمتهم، ولم يوقف خطواتهم. نهضوا، وأثبتوا أن القوة لا تُقاس بعدد الجراح.
فَيَوْمُ ال 17 من أيلول عام 2024 لم يكن يوماً عادياً، في لحظة واحدة وفي حادثةٍ غير مسبوقة وبقرار إجرامي من العدو الإسرائيلي، تعرضت أجهزة بيجر يستخدمها مدنيون في مكاتب ومستشفيات وصيدليات في مناطق مختلفة كالضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع لانفجارات متزامنة أدت إلى ارتقاءِ عددٍ من الشهداء، بينهم أطفال، وإصابةِ أكثرَ من 3 آلاف.
وفي دقائق قليلة، تحولت البيوت والمستشفيات والمكاتب والعديد من المراكز المدنية والعسكرية إلى أماكنَ شاهدة على الجريمة، حيث تناثرت الدماء في كل مكان من المصابين، وتركزت الإصابات في الأيدي والعيون إضافة إلى بعض الجراح الأخرى المختلفة، وبسبب العدد الكبير من الإصابات، فإن المستشفيات في الضاحية والجنوب فقدت قدرتها الإستيعابية حيث اضطر الأطباء والممرضون إلى تقديم العلاج في الطرقات وأروقة المستشفيات، كما عمدت الأجهزة الإسعافية من مختلف الجهات إلى نقل الجرحى إلى خارج المحافظة بقرار من وزارة الصحة العامة.
السؤال الكبير الذي طُرح يوم ال17 من أيلول كان: كيف انفجرت الأجهزة، وأبرز الإجابات كانت أن شريحةً ما تمّ زرعها في أجهزة البيجر كافة قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر حزب الل.
ولكن وعلى الرغم من كل ذلك، تأتي الذكرى هذا العام والشعار تعافينا، كلمة واحدة، لكنها تعني أن الحياة تنتصر، والدم لا يذهب هدراً، تعافينا مفادها: شعبٌ أصابه الجرح والقهر صامد… وباق