عن الدنيا والناس

✍️ بقلم رئيسة التحرير موقع الرضوان الإخباري:
الإعلامية زهراء الساحلي

الدنيا… تلك الكلمة الصغيرة التي تحمل في طيّاتها معنى الوجود كله.
هي دار عابرة، رحلة قصيرة نعيشها بين ميلادٍ ورحيل، نضحك يومًا ونبكي يومًا آخر. فيها الفرح والحزن، فيها اللقاء والفراق، فيها الامتحان والرجاء.
سُمّيت الدنيا لأنها دنيئة وقريبة وزائلة، من الفعل دنا أي اقترب، فهي قريبة في الزمن، قصيرة في المدى، فانية مهما طالت.
ليست دار قرارٍ ولا أمانٍ، بل محطة نزرع فيها ما نحصد في الآخرة.
قال تعالى:

> «وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور»
فكيف نغترّ بما نعلم أنه فانٍ؟

 

ومع ذلك، ينسى كثير من البشر حقيقتها، فينهش بعضهم بعضًا، ويتناسون أن الكلمة تؤذي كما تؤذي السكين، وأن الخذلان يقتل كما يقتل السلاح.
قست القلوب، فغابت الرحمة، وعمّت الأنانية، وصار كلٌّ يبحث عن نفسه ولو على حساب أخيه أو جاره أو صديقه.
أين الذين يقفون مواقف الصدق عند الضيق؟ أين من يمدّ يده قبل أن يُطلب منه العون؟
لقد أصبح الصدق عملة نادرة، والوفاء غريبًا بين الناس، لكن يبقى الأمل بأن في القلوب بقية من خير، وبأن الله لا يضيع قلبًا طيّبًا ولا نيّة صافية.

وفي النهاية:

فلننظر إلى الدنيا بعين الزاهد لا بعين الطامع،
ولنكن لمن حولنا رحماء قبل أن نطلب الرحمة،
ولنحفظ الودّ قبل أن نفقده،
فما أقصر الطريق بين المهد واللحد،
وما أجمل أن نغادر هذه الدنيا وقلوب الناس تدعو لنا لا علينا.
فالدنيا تمضي، والأيام تنقضي،
ولا يبقى من الإنسان إلا أثره الطيب وكلمته الصادقة وموقفه النبيل.

شاهد أيضاً

موقعكم يفضح سقوط أكبر أكاذيب العدو: لا إنذار… لا إنسانية… ولا ذرة احترام لدم المدنيين

✍بقلم رئيسة التحرير الإعلامية زهراء الساحلي لم يعد العدو الصهيوني قادرًا حتى على التمسّك بأكاذيبه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *