✍بقلم رئيسة التحرير ومديرة موقع الرضوان الإخباري زهراء الساحلي
في محطة من محطات الوفاء والذاكرة، اجتمع اليوم اللقاء الوطني الإعلامي مع شخصيات سياسية وثقافية وإعلامية لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف؛ الرجل الذي رحل جسدًا وبقي أثره ناطقًا في كل معركة إعلامية تخوضها المقاومة.

لم تكن المناسبة مجرد احتفال رمزي، بل كانت موقفًا وطنيًا عبّر عن حجم الحضور الذي صنعه الشهيد في الساحة الإعلامية، وحجم الفراغ الذي خلّفه رحيله، خصوصًا أنه كان أحد أبرز الوجوه التي أسست لمنهج إعلامي صلب، قائم على المصداقية والدقة ورباطة الجأش في مواجهة الحملات والحروب النفسية.

مراسم كشافة الإمام المهدي (عج): وفاء ينحني لصناعة الرجال
افتُتِح الاحتفال بمراسم قدّمتها فرقة كشافة الإمام المهدي (عج)، حيث ظهر المشهد مفعمًا بالالتزام والانضباط والرمزية، مؤكدًا أن الأجيال الجديدة تحمل في روحها ما زرعه أمثال الحاج محمد عفيف من ثبات وإيمان وإصرار على حماية خط المقاومة.

ناصر قنديل: عفيف كان مدرسة في الصدق والإقدام
وفي كلمة مؤثرة، اعتبر الإعلامي ناصر قنديل أن الشهيد محمد عفيف لم يكن موظفًا في موقع إعلامي، بل كان مدرسة قائمة بذاتها؛ مدرسة الكلمة الحرة التي لا تنحني، والصوت المدافع عن المقاومة في أصعب الظروف.
وأكد أن بصمات الشهيد لا تزال واضحة في كل تفاصيل الأداء الإعلامي المقاوم، وأن إرثه يشكّل اليوم مرجعًا مهنيًا وأخلاقيًا لكل العاملين في هذا الميدان.

كلمة السفير الإيراني: توفيق الصمد ممثِّلًا
ثم ألقى كلمة السفير الإيراني في لبنان ممثله السيد توفيق الصمد، مشددًا على أن الشهيد عفيف كان أحد أعمدة التواصل بين إعلام المقاومة ومحور المقاومة بأكمله، وأنه لعب دورًا محوريًا في إيصال الرواية الصادقة إلى العالم، متحدّيًا كل حملات التشويه والاستهداف.

كلمة العائلة: الشيخ صادق النابلسي
وفي لحظة امتزج فيها الألم بالفخر، قدّم الشيخ صادق النابلسي كلمة عائلة الشهيد، فاعتبر أن محمد عفيف كان رجلًا يعيش رسالته بصدق نادر، وإيمان عميق، واستعداد دائم للتضحية من أجل قضية يؤمن بها.
وأشار إلى أن الشهادة لم تكن غريبة على شخص حمل مبادئ المجاهدين وعاش بين صفوفهم، فكان واحدًا منهم في الموقف والكلمة والالتزام.

—
الذكرى الأولى لرحيل الحاج محمد عفيف لم تكن مجرد مرور للوقت، بل كانت تجديدًا للعهد مع رجلٍ ترك خلفه نهجًا لا يُمحى، وصوتًا ما زال يعلو في كل ساحة مواجهة.
هكذا يبقى عفيف: شهيد الكلمة، ورجل الحقيقة، وراية إعلامية لا تسقط.
الرضوان آلأخبآࢪية اخر الاخبار المحلية والدولية