️ صـحـيـفـة الأخـبـار
يمثّل الحاج محمد عفيف النابلسي إحدى أبرز الشخصيات الإعلامية والتنظيمية في مسيرة العمل المقاوم في لبنان.
جامعاً بين القيادة الميدانية، البناء المؤسساتي، والابتكار الإعلامي…
ما جعله من روّاد تأسيس نهج إعلامي ميداني قادر على مواجهة الحروب النفسية ورسم الصورة الحقيقية للمقاومة في أصعب الظروف.
ترك الحاج محمد بصمة واضحة في كل محطة مفصلية من تاريخ لبنان المعاصر، بدءاً من اجتياح 1982، مروراً بحرب 2006، وصولاً إلى معارك العقد الأخير.
وتجربته الممتدة على أكثر من أربعة عقود، شكّلت مدرسة إعلامية متكاملة في فنون بناء الخطاب، تنظيم المؤسسات، وإدارة المواجهات أثناء الحروب.
وُلد عفيف في البيسارية جنوبي لبنان في 23 تشرين الثاني 1959، وهو نجل الشيخ عفيف النابلسي، من كبار العلماء البارزين وأحد رموز المقاومة.
نشأ في مدينة صور، حيث تابع دراسته الابتدائية، ثم انتقل إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته المتوسطة والإعدادية.
هناك، تعرّف إلى الشهيدين السيد عباس الموسوي والسيد حسن نصرالله، ونشأت بينه وبينهما علاقة وثيقة.
في المرحلة الجامعية، نال منحتين دراسيتين من الإمام السيد موسى الصدر، الأولى لدراسة الطب في سوريا…
والثانية لدراسة الهندسة في السعودية؛ فاختار ميكانيك الأمن الصناعي في الرياض.
عاد إلى لبنان عام 1981، وكان من أوائل المتصدّين للاجتياح الإسرائيلي في محور الزهراني – صور.
وتولّى منذ عام 1984 دوراً أساسياً إلى جانب المقاومة، فكان عضواً في لجنة دعم المقاومة عند تأسيسها.
وفي العام نفسه، تولّى إدارة إذاعة صوت المستضعفين في البقاع.
عام 1986 أصبح أول مسؤول للإعلام في منطقة الجنوب، وفي 1988 تولّى مسؤولية الأمن المضاد في بيروت (الأمن الوقائي)
وشغل عام 1994 منصب مسؤول التفتيش المركزي في حزب الله، مع مسؤولية إضافية في اللجنة الأمنية.
عام 1995 تولّى إدارة قناة «المنار»، وأصبح عام 1996 مستشاراً إعلامياً للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وبقي في هذا الموقع حتى استشهاده.
وبين 2005 و2010، تولّى إدارة الأخبار والبرامج السياسية في «المنار».
في حرب تموز 2006 كان أحد أبرز الذين قادوا المواجهة الإعلامية من داخل مبنى «المنار» تحت القصف.
عام 2014 تولّى مسؤولية العلاقات الإعلامية في حزب الله، واستمر في هذا الموقع حتى شهادته.
خلال الحرب على سوريا، لعب دوراً محورياً في تشكيل لجنة إعلامية موسّعة.
وفي حرب الإسناد 2023، كان له دور قيادي في تنسيق الإعلام المقاوم. وخلال معركة أُولي البأس 2024، قاد المواجهة الإعلامية حتى استشهاده…
جراء استهداف للعدو الإسرائيلي لمنطقة رأس النبع في 17 تشرين الثاني 2024.
وكان أيضاً رئيساً للجنة الطوارئ الإعلامية التي شكّلها الشيخ نعيم قاسم بعد استشهاد السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
شكّل حضور الحاج محمد عفيف النابلسي علامة فارقة في كل محطة من محطات مسيرة المقاومة الحديثة
وامتد تأثيره من ساحات التأسيس الأولى إلى بناء المؤسسات الإعلامية الكبرى، ومن مواقع المواجهة العسكرية…
إلى صياغة الوعي الجمعي والرواية التي صمدت في وجه الحروب النفسية والدعائية.
الرضوان آلأخبآࢪية اخر الاخبار المحلية والدولية