في الوقت الذي يواجه فيه وطننا أخطر التحديات ويقف أبناؤه سدًّا منيعًا بدمائهم وصمودهم دفاعًا عن الأرض والكرامة، يظهر في الداخل بعض الأصوات الإعلامية التي اختارت الخروج عن ثوابت المهنة، وانحازت — بوعي أو بجهل — إلى خطاب العدو وروايته. أصوات تُمعن في التحريض، وتشوّه الحقائق، وتزرع الفتنة بين أبناء البلد بدل أن تكون الكلمة جسراً للحقيقة وحصناً للوطن. ومن هنا، يبرز التساؤل الجريء: أين وزارة الإعلام من هذه الأبواق التي تعبث بالأمن المعنوي للبنانيين؟

في زمنٍ تعصف فيه الأحداث بوطننا، نرى – بكل أسف بعض الإعلاميين الذين اختاروا أن يتحوّلوا من حَمَلة رسالة الكلمة الحرة إلى أبواق تردّد ما يقوله العدو، وتتبنّى روايته بلا حياء ولا مسؤولية. هؤلاء، بدل أن يُدافعوا عن وطنٍ يحميهم، يعتدون على أبناء وطنهم بالكلمة والتحريض، بينما المجاهدون والشرفاء قدّموا دمهم ليبقى لنا ما نعيش عليه من كرامة وأرض وسيادة.

 

وفي المقابل، يتساءل الناس: أين هو وزير الإعلام من هذه الأصوات؟

أين هو من هذا الخطاب الذي يشقّ الصف الداخلي ويزرع الفتنة؟

كيف يُسمح لمنابر يفترض أنها لبنانية أن تستضيف أشخاصًا يحرّضون على أبناء البلد، ويخدمون العدو في سرديته وتبرير جرائمه؟

 

إنّ الوطن اليوم أحوج ما يكون إلى إعلام مسؤول، لا يبيع الحقيقة، ولا يلمّع وجه المعتدي، ولا يطلق سهامه على صدور الذين وقفوا في خطوط النار دفاعًا عنه. فالدفاع عن الوطن ليس وجهة نظر، والمساواة بين الضحية والجلاد ليست رأيًا، بل خيانة لمبادئ المهنة قبل أن تكون خيانة للوطن.

 

لقد آن الأوان لوزارة الإعلام أن تقوم بدورها كاملاً، وأن تُسائل هذه الأبواق، وأن تضع حدًا للخطاب الذي يضرب السلم الأهلي، ويشرعن اعتداءات العدو، ويحوّل الشاشات إلى منصّات تُطعن بها تضحيات الشهداء والجرحى والمقاومين.

 

 

▪︎▪︎▪︎

 

إنّ الكلمة مسؤولية، والإعلام ليس مساحة للحياد المزيّف حين يكون الوطن مهدّدًا. اليوم، المطلوب موقف واضح من كل صاحب قلم ومن كل وسيلة إعلامية: إمّا أن تكون مع الحقيقة والوطن، أو أن تتماهى مع رواية العدو وتتحمّل تبعاتها الأخلاقية والوطنية. ويبقى الأمل أن تستعيد وزارة الإعلام دورها الطبيعي، وأن تحمي الساحة الداخلية من الأصوات التي تُقايض الحقيقة، وتُعرض أمن البلد للمساومة.

الإعلامية: زهراء الساحلي

مديرة موقع الرضوان الإخباري

 

 

شاهد أيضاً

📂 أسرار الصحف الصادره اليوم الثلاثاء 16/12/2025

🔏 النهار ¶ يردد أكثر من نائب في مجلسه، بأن التأجيل التقني للانتخابات النيابية بات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *