وسط واقع اقتصادي ومعيشي ضاغط يطال مختلف المناطق اللبنانية، اختارت بلدية حومين التحتا أن تتعامل مع التحديات بمنطق الأولويات والعمل الميداني، واضعة الحاجات الأساسية للأهالي في صلب عملها اليومي، من دون ادعاء القدرة على تعويض غياب الدولة، بل عبر السعي لتخفيف الأعباء قدر الإمكان.
رئيس بلدية حومين التحتا أحمد أكرم نجم أوضح في حديث لموقع جمعية العمل البلدي، أن البلديات وجدت نفسها أمام مسؤوليات مضاعفة نتيجة الأزمات المتراكمة، مشددًا على أن المجلس البلدي اعتمد منذ تسلّمه مهامه خطة ترتكز على ملفات أساسية لا يمكن تأجيلها، وفي مقدّمها النظافة، المياه، الكهرباء، إلى جانب الملف الصحي والبنى التحتية.
في ملف النظافة، تسجّل حومين التحتا تجربة متقدمة في الفرز من المصدر، انطلقت كمبادرة أهلية في بعض الأحياء قبل عامين، وكانت يومها حلمًا تحوّل اليوم إلى واقع ملموس يشمل جميع أحياء وشوارع البلدة. وقد اعتمدت البلدية هذا النموذج وعمّمته، ما أسهم في إزالة حاويات النفايات والمكبات العشوائية من الأحياء السكنية، لما تسببه من روائح وأضرار صحية وبيئية.
واعتمدت البلدية نظامًا منظمًا لجمع النفايات، يقوم على توزيع أكياس خاصة مميزة برموز تشير إلى الحي والمنزل، مع تحديد أيام مخصصة للنفايات العضوية وأخرى للنفايات الصلبة (بلاستيك، معادن، كرتون، زجاج). وفي ساعات الصباح الأولى، يلتزم الأهالي بوضع النفايات، لتباشر فرق النظافة جمعها عبر آليات مخصصة للطرقات الرئيسية والأحياء الضيقة.
كما أنشأت البلدية نقطة فرز مركزية، وشغّلت آلة كبس للنفايات الصلبة، ما ساهم في تقليل حجم المخلفات وتسهيل نقلها، وأعطى بعدًا بيئيًا وصحيًا مستدامًا لهذا المشروع.
أما في ملف المياه، فأشار نجم إلى أن البلدة تعاني من شحّ كبير نتيجة انخفاض منسوب الآبار وارتفاع كلفة التشغيل. وفي هذا الإطار، تشرف بلدية حومين التحتا على إدارة ورعاية وصيانة فلتر مياه أُنشئ منذ أعوام بمساعدات أهلية وبإشراف البلدية السابقة، مع التأكيد على إجراء فحوصات مخبرية دورية لضمان جودة المياه وصلاحيتها للشرب، بما يخفف عن الأهالي كلفة شراء المياه.
وفي ما يخص ملف الكهرباء، أوضح نجم أن البلدية ترعى اشتراكًا كهربائيًا يؤمّن التيار لأكثر من 22 ساعة يوميًا، مع مراعاة الحالات الإنسانية والصحية وكذلك إعفاء المراكز الدينية والمؤسسات الحيوية، ومنها المساجد، الحسينيات، الأوقاف و المدرسة الرسمية إضافة إلى المؤسسات الصحية والإنسانية كالدفاع المدني والمستوصفات.
كما أولت البلدية أهمية خاصة لإنارة الشوارع والأحياء عبر تركيب عشرات وحدات الإنارة، ولا يزال العمل مستمرًا في هذا المجال، لما له من دور أساسي في تعزيز السلامة العامة.
حضور البلدية لم يقتصر على الخدمات الأساسية، بل امتد إلى الجانب الصحي من خلال تنظيم معاينات وفحوصات طبية وتأمين أدوية مجانية، استفاد منها أكثر من 300 شخص شهريًا، غالبيتهم من كبار السن، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة العامة وأطباء بلا حدود والهيئة الصحية ومنظمة ضد الجوع.
وفي سياق متصل، لفت نجم إلى أن بلدية حومين التحتا تمتلك سيارة إطفاء كانت، إلى جانب سيارة تابعة للهيئة الصحية، وهي من بين الآليات القليلة التي عملت خلال فصل الصيف على إخماد الحرائق في أكثر من 20 بلدة مجاورة تفتقر إلى سيارات إطفاء، في خطوة تعكس روح التعاون والمسؤولية المشتركة.
أما عن الخطط المستقبلية، فكشف نجم أن البلدية تعمل على تزفيت الطرقات الموجودة فعليًا، وإنشاء وتعبيد طرقات جديدة، إضافة إلى استكمال ما تبقّى من مشروع الصرف الصحي، بالتعاون مع الجهات المعنية، إلى جانب متابعة الملفات الأساسية الأخرى.
وختم رئيس بلدية حومين التحتا حديثه لموقع جمعية العمل البلدي بالتأكيد أن خدمة الناس واجب أخلاقي قبل أن تكون مسؤولية إدارية، مشددًا على أن البلدية ستبقى إلى جانب أهلها، تعمل بما تملك من إمكانات، وفاءً لصبرهم وتضحياتهم، وإيمانًا بأن ما يُقدَّم لهم، مهما كبر، يبقى أقل مما يستحقونه.
الرضوان آلأخبآࢪية اخر الاخبار المحلية والدولية