في لبنان اليوم، السيادة مجرد كلمة على الورق، والواقع يقول غير ذلك. بينما تتسابق الحكومة على إجراءات داخلية، تستمر إسرائيل في اعتداءاتها اليومية على الجنوب وكأن الأرض ليست لبنانية، وكأن الدولة اللبنانية غائبة عن حماية شعبها. السؤال الذي يفرض نفسه: هل نحن فعلاً دولة أم مجرد مراقب على ما يحدث في أراضينا؟

🟡رئيس الحكومة نواف سلام يركز على المرحلة الثانية من حصر السلاح جنوب الليطاني، لكن الحقيقة الصادمة أنه ينسى الجزء الأكثر إلحاحًا: الالتزام بالاتفاقيات مع إسرائيل ووقف اعتداءاتها المتكررة. الطائرات المسيرة تحلق بلا حسيب أو رقيب، حتى فوق مقر الحكومة، لتثبت أن الفراغ الأمني والسياسي أصبح واقعًا يوميًا.
لنكن صرحاء: هذه الاعتداءات لم تكن لتحدث لو كانت المقاومة، التي شكلت درع لبنان لعقود، هي الحامية الوحيدة للجنوب. اليوم، ومع التنازلات السياسية، أصبحت إسرائيل تتصرف بلا خوف، لأنها تعرف أن الدولة عاجزة عن فرض أي رادع.
قبل الحديث عن شمال الليطاني أو أي مرحلة ثانية من حصر السلاح، يجب على الحكومة أن تتحرك بإرادة حقيقية لإلزام إسرائيل بالاتفاقيات. السيادة الوطنية ليست شعارًا يتلى على المنابر، بل عمل يُترجم بحماية كل شبر من الأرض اللبنانية دون تردد أو تراجع.

🟡لبنان لا يحتمل الانتظار ولا سياسة المراوغة. الشعب اللبناني يستحق حماية حقيقية، وسيادة فعلية، وحكومة تدرك أن أي تأجيل أو تهاون يجعل من لبنان ساحة مفتوحة لكل اعتداء. الأفعال الآن، قبل أن يتحول الوطن إلى ذكرى مجردة.

✍الإعلامية زهراء الساحلي

شاهد أيضاً

«اسـرائـيـل والـمـيـكـانـيـزم»

🖇️ صـحـيـفـة الـديـار بدأت تتكشف الاجواء «غير الايجابية» التي رافقت الاجتماع الاخير للجنة «الميكانيزم» في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *