هـل أسـدى بـرّاك خـدمـة كـبـيـرة لـحـزب الله؟

️ جـاكـلـيـن بـولـس

بين ما أعلنه وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو في خلال لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في نيويورك، عن استمرار الدعم الأميركي للبنان.

منوهاً بالجهود التي بذلها الرئيس عون والحكومة اللبنانية لتمكين لبنان من استعادة عافيته وتجاوز الظروف التي مرّ بها.

وكلِّ ما قاله الموفد الأميركي توم برّاك في مقابلته الطويلة مع الصحافية الأميركية “هادلي غامبل” عبر شاشاة قناة سكاي نيوز…

فجوة كبيرة حول الموقف الرسمي والحقيقي لإدارة الرئيس دونالد ترامب مما يجري في لبنان.

ففي حين نفّذ لبنان كل ما طُلب إليه في مندرجات القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التطبيق في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي…

تواصل إسرائيل اعتداءاتها اليومية موقعة المزيد من الشهداء وآخرهم شهداء مجزرة بنت جبيل.

برّاك الذي ارتكب أخطاء كثيرة بلغت حدّ الخطيئة منذ توليه الملف اللبناني.

بدءاً من التهديد بإلحاق لبنان ببلاد الشام، إلى مخاطبة الصحافيين في قصر بعبدا بعبارات أقلّ ما يقال فيها إنها خارجة عن المألوف وعن آداب السلوك الدبلوماسي.

إنتهاء بالقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يعترف بخطوط حمراء أو خضراء أو زرقاء.

وللون الأزرق دلالة مهمة ذات صلة بالحدود اللبنانية-الإسرائيلية، والنقاط المتنازع عليها منذ سنوات بالإضافة إلى التلال التي ما زال الجيش الإسرائيلي يحتلّها.

برّاك أكد أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من هذه التلال، ويأتي هذا الموقف ليضاف إلى “منطقة ترامب الإقتصادية” التي سوّق لها الرئيس الأميركي مع كل المغريات الممكنة…

من بناء مصانع وسوق تجارية وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة التي ستصبح خالية من السكان

ويمكن للجيش الإسرائيلي دخولها متى شاء، ما يشكّل حزاماً أمنياً لإسرائيل لطالما نادت بها.

وربما بؤرة استيطان مستقبلي يحلم بها الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلائيل سموتريتش.

لكنّ أخطر ما ورد في كلام برّاك ولم يتوقّف عنده كثيرون هو القول:

إن الولايات المتحدة لن تسلّح الجيش اللبناني ليقاتل إسرائيل، بل ليقاتل شعبه وتحديداً حزب الله.

ما يعني أن التسليح الموعود لن يكون من خلال أسلحة نوعية يحتاجها الجيش لفرض سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية، ولتأمين الحامية المطلوبة في وجه أيّ عدوان خارجي.

الموفد الأميركي الذي يدير الملف اللبناني منذ فترة، بدا وكأنه يودّع مهمته بعد فشلها، أو بعدما تداخلت بملفات أخرى كثيرة…

منها عملية مركبات جدعون 2 لاحتلال مدينة غزة، والعدوان على قطر بهدف اغتيال وفد حركة حماس المفاوض، إلى التوافق السعودي-الإيراني.

ووسط هذه المعطيات، كثيرة هي الأسئلة التي تطرح نفسها على الداخل اللبناني حكومة وجيشاً وشعباً وحزباً ومنها:

كيف تطلب الولايات المتحدة من الجيش تنفيذ قرار حصرية السلاح ولا تنوي تسليحه؟

وكيف تريده قادراً على حماية اللبنانين دون غيره من القوى المسلّحة غير الشرعية، وتحجم عن تسليمه أسلحة هجومية ودفاعية؟

وكيف تكشف بأن تسليحه لقتال إسرائيل لن يحصل فيما تريده أن يقاتل أبناء شعبه أيّ حزب الله؟

وإلى أي مدى تخدم مواقف برّاك رفض حزب الله تسليم سلاحه؟

شاهد أيضاً

بالصورة: ترامب ينشر خريطة توضح ملامح غزة بعد الاتفاق

أظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على منصته للتواصل الاجتماعي “نروث سوشيال”، خريطة تكشف خط الانسحاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *