من يقرأ في مسيرة الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله يلحظ أن العلاقة التي نسجها مع مجتمعه لم تكن قائمة على القائد الذي يملي، ولا على الحاكم الذي يتفرّد بالقرار، بل على قائد يحترم عقول الناس ويقدّر وعيهم، فيشركهم في صناعة الموقف ويجعلهم طرفاً أساسياً في صناعة القرارات. هذه السمة ميّزت تجربته السياسية والقيادية عن غيرها في المنطقة، حيث درجت أنماط الحكم والقرار على التفرد والأنانية. ففي المقلب الآخر يظهر نموذج مختلف تماماً – علماً أنه لا مجال للمقارنة في هذا الصدد ولكن لتبيان فشل قيادة العدو في مسارها المنتهج _ يمثله رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي اعتاد أن يتخذ قراراته بمعزل عن المجتمع الإسرائيلي، وفق حسابات شخصية ضيقة، في محاولة لإعماء الداخل الإسرائيلي عن الواقع وتغليب مصلحته الخاصة على أي اعتبارات أخرى.