المقاومة العراقية لنتنياهو: لدينا خياراتنا

المشرق العربي
الأخبار
الإثنين 29 أيلول 2025

طائر مظلي عراقي يرفع صورة السيد الشهيد حسن نصرالله في سماء بغداد إحياء لذكرى استشهاده (أ ف ب)

بغداد | تصاعدت حدّة التوتّر الإقليمي بعد أن وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تهديدات مباشرة إلى الفصائل العراقية، متوعّداً بـ«القضاء على قياداتها» إذا ما أقدمت على استهداف إسرائيل. وأثارت تصريحات نتنياهو تلك، والتي أدلى بها في أثناء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، موجة سخط كبيرة في بغداد، حتى على الجانب الرسمي، إذ أكّدت وزارة الخارجية أنّ «أي اعتداء يطاول مواطناً عراقياً يُعدّ مساساً بسيادة العراق بأكمله».

وأفادت مصادر من داخل «تنسيقية المقاومة العراقية»، بدورها، «الأخبار»، بأنه رغم أنّ التهديدات الإسرائيلية «لم يُقم لها وزن كبير، لكنها دفعت الفصائل إلى اتّخاذ إجراءات استباقية من باب الحذر». ولفتت إلى أنّ اجتماعات أمنية وسياسية جرت في أثناء الأيام الماضية، خصوصاً على هامش إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد السيد حسن نصر الله، بهدف مناقشة مستقبل محور المقاومة وتطوّرات المنطقة. كما كشفت أنّ رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، «يكثّف اتصالاته عبر مستشاريه وقادة الإطار التنسيقي، لضبط الموقف ومنع أي ردّ متسرّع من الفصائل»، مبيّنة أنّ «القرار الحالي هو التزام التهدئة وعدم التصعيد، مع بقاء الاستنفار قائماً تحسّباً لأي طارئ».

وكان قال نتنياهو إنّ «الميليشيات في العراق، لا تزال تعيش حال رعب هي وقادتها. وإذا هاجموا إسرائيل، فسيُقضى عليهم أيضاً». وأضاف: «سنواصل الحرب حتى إكمال المهمّة ضدّ حركة حماس، ولن نقبل بقيام دولة فلسطينية. وكل من يظنّ أنه يستطيع استهداف إسرائيل، من العراق أو أي مكان آخر، سيواجه الردّ القاسي نفسه».

وتعليقاً على ذلك، وصف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، تصريحات نتنياهو، بأنها «غير مقبولة ومرفوضة»، مشدّداً على أنّ العراق «لن يكون ساحة لتصفية الحسابات أو تهديداً لأمن المنطقة». أمّا رئيس هيئة «الحشد الشعبي»، فالح الفياض، فأكّد في أثناء ندوة حوارية في «نينوى»، أنّ «العراق يمتلك وسائل كفيلة بردع أي عدوان قد يتعرّض إليه»، مشيراً إلى أنّ «نتنياهو، تجاوز كل الخطوط الحمر وأصبح يشكّل تحدّياً لدول المنطقة».

*السوداني، يكثّف اتصالاته عبر مستشاريه وقادة «الإطار التنسيقي» لضبط الموقف و«منع أي ردّ متسرّع» من الفصائل*

ومن جهته، رأى المتحدّث باسم «حركة النجباء»، حسين الموسوي، في تصريح إلى «الأخبار»، أنّ «خطاب نتنياهو، يكشف حجم مأزقه الداخلي وهروبه من واقع الهزيمة في غزة»، مستدركاً بأنّ «المقاومة العراقية لديها خيارات متعدّدة ولن تسمح للاحتلال الصهيوني بأن يفرض معادلاته، أو بتهديد أمن العراق وسيادته». وأشار إلى أنّ «النظام الصهيوني جرّب من قبل قوة المقاومة العراقية في مواقع حسّاسة، وهو يدرك أنّ أي مغامرة جديدة ستكون عواقبها وخيمة». وتابع أنّ «خطاب نتنياهو، هو تأكيد غير واعٍ على المضي قدماً في حرب الإبادة على غزة، وتهديد السلم العالمي، وانتهاك كل الأعراف الدولية».

أمّا الخبير الأمني العراقي، عبد الستار العيساوي، فاعتبر، في حديث إلى «الأخبار»، أنّ «تهديدات نتنياهو، تهدف إلى ردع الفصائل المسلحة، وهي تأكيد واضح على أنها لا تزال ضمن بنك الأهداف الإسرائيلي»، مضيفاً أنّ «التخلّي عن شعارات وحدة الساحات أو التهدئة، لا يعفي الفصائل من خطر الاستهداف، خصوصاً مع عودة التوتّر بين إيران وإسرائيل». وفي الاتجاه نفسه، رأى الخبير الأمني، حسين العلي، أنّ «خطاب نتنياهو، يهدف في الدرجة الأولى إلى ردع الفصائل العراقية ومنعها من المشاركة في أي نشاط عسكري ضدّ إسرائيل، لكنه لا يخلو من نوايا تنفيذ ضربات محدودة تستهدف قيادات أو مواقع عسكرية عراقية». ونبّه إلى أنّ «الوضع يتطلّب يقظة عالية، لأنّ أي ضربة إسرائيلية – حتى لو كانت محدودة – قد تشعل مواجهة أوسع في المنطقة».

وتزامنت تهديدات نتنياهو، مع إدراج واشنطن، أربع جماعات عراقية مسلحة على قوائم الإرهاب، ومع تحذيرات أمنيّة من «ثغرات» في البنية التنظيمية للفصائل، ما دفع بعضها إلى إخلاء مقرّاتها وتجنّب استخدام وسائل…

شاهد أيضاً

وزيـر الـخـارجـيـة الإيـرانـي عـبـاس عـراقـتـشـي:

–  لا ذرائع لدى الدول الغربية لتقول إن إيران رفضت التفاوض ولم تتعاون مع الوكالة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *