بأي منطق يمكن لحكومة مسؤولة أن تصدّق أنّ الكيان الغاصب يريد تفاهمًا أو سلامًا، وهو في كل لحظة يهدد بقصف مبانٍ وبيوت عامرة بأهلها في الجنوب اللبناني؟ أي عبث سياسي هذا الذي يجعل البعض يتمسّك بسراب “تهدئة” يصنعها عدو لم يعرف يومًا إلا لغة النار؟
هذا الكيان لم ولن يكون يومًا شريك سلام. هو كيان يمارس القتل ثم يطالبنا بالثقة، يروّج للطمأنينة بينما طائراته المسيّرة تحوم فوق رؤوس المدنيين. سلامه ورقة خادعة، وحديثه عن التفاهم مجرّد ستار لعدوان مستمرّ. من يمدّ يدًا للمصافحة، فيما الأخرى تضع إصبعها على الزناد، لا يمكن أن يكون شريك تفاوض… بل شريك دم.
والأشدّ إيلامًا من تهديد العدو هو هذا الصمت الرسمي الذي يكاد يُسمع أكثر من هدير الطائرات نفسها. كيف لحكومتنا أن تتجاهل الخروق اليومية، الإنذارات الملفّقة، والاستفزازات العلنية؟ كيف لها أن تروّج لسلام هشّ، بينما الجنوب يُحمى برجال وضعوا أجسادهم قبل الدولة كلها؟
إن شعبنا لم يعد يحتمل سياسة التوهّم. الجنوب لا يريد وعودًا، بل مواقف. لا يريد تبريرات، بل صلابة. لا يريد حكومة تصغي لرسائل عدو، بل حكومة تقف بصلابة مع شعبها.
السلام لا يُطلب ممن يبني قوته على أنقاض البيوت.
التفاهم لا يقام مع من لا يحترم حياة طفل واحد في قريتنا.
والمصداقية لا تُكتسب أمام شعب يرى الحقيقة بعينيه: هذا العدو لا يفهم إلا الردع، ولا يقدّم إلا القتل.
ولأن الحقيقة يجب أن تُقال بلا خوف:
كفى سذاجة سياسية. كفى مجاملة لعدو. كفى تصديقًا لروايات تُكتب بحبر الكذب وصوت الصواريخ.
شعبنا يستحق حكومة قوية… لا حكومة تبرّر عدوانًا وتبتلع كذبة سلام وهمي.
رئيسة ومديرة موقع الرضوان الإخباري
الإعلامية زهراء الساحلي
الرضوان آلأخبآࢪية اخر الاخبار المحلية والدولية