النائب حسن عزّ الدين من النبطية يؤكد على حقّ الجيش في مواجهة العدو وضرورة تنفيذ اتفاق الطائف ‏

بسم الله الرحمن الرحيم

نظم حزب الله في حسينية مدينة النبطية حفلاً تكريمياً لشهداء بلدة الطيبة بمشاركة شخصيات وفعاليات واستهل النائب عزّ ‏الدين كلمته بتحية لعوائل الشهداء ولجميع الحضور مؤكدًا أن الجيش هو من أبناء هذا الشعب ومن نسيج هذه البيئة وأن ما يمنع ‏الدولة من اتخاذ قرار المواجهة الحاسمة مع العدو الصهيوني هو قرار سياسي متداول لم تقدِم عليه أي سلطة سياسية منذ تأسيس ‏لبنان وحتى اليوم.‏

وأشار عزّ الدين إلى أن المقاومة وتضحيات أبنائها وعلى رأسهم الشهيد سماحة الشيخ نبيل قاووق تشكلان سجلّ فخر لهذا ‏الشعب وتابع قائلاً إن الشهيد الشيخ قاووق كان حاضرًا في كل الميادين يلاحق المجاهدين في الخطوط الأمامية والخلفية وكان ‏مثالًا للوفاء والإخلاص، بدأ مسيرة الجهاد منذ بدايات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية واستجاب لنداء ‏الإمام والولي الفقيه متلمّسًا في جهاده رائحة الجنة كما رسمت سيرته في ميادين الكفاح والدفاع عن العقيدة والمقاومة.‏

‏ووجّه النائب عزّ الدين نقدًا لاذعًا للسياسة الأميركية معتبراً أنها لا تؤمن لا بالأصدقاء ولا بالأعداء ولا بمنطق المصالح وإنما ‏تؤمن بمنطق القوة والهيمنة والسلب وأضاف أن تصريحات بعض السياسيين الأميركيين الذين تحدثوا بلغةٍ تماثل لغة العدو ‏تكشف عن سياسة واضحة تهدف إلى وضع إيران وحزب الله في خانة الأعداء ، وأن هدفها قطع أي صوت يقول لا لمصالح ‏الولايات المتحدة ، وانتقد في هذا الإطار مواقف بعض الدول العربية التي تراجعت عن نصرة القضية الفلسطينية مستنكرًا ‏الصمت الدولي تجاه ما يجري في غزة من قتل وتشريد وانتهاك للمواثيق والقوانين الدولية.‏

وانتقل عزّ الدين إلى قراءة تاريخية داخلية مؤكداً أن بناء الدولة وإنهاء الحرب الأهلية كان ثمرة اتفاق الطائف الذي حدد أربع ‏بنود أساسية: الإصلاحات، السيادة، اتخاذ الإجراءات لتحرير الأراضي المحتلة، وحل الميليشيات، وبيّن أن سلاح المقاومة في ‏سياق ذلك التاريخ لم يكن جزءًا من مشكلة “سلاح الميليشيات” وأن البيان الوزاري الأول بعد الطائف أكّد دعم المقاومة التي ‏تعمل على تحرير الأرض ومواجهة العدو الصهيوني لذا فإن ملف المقاومة منتهي سياسياً من جهة الإدانة والتوظيف السياسي.‏

كما ذكر النائب موقفًا تاريخيًّا لعلماء ومراجع مشيرًا إلى رسالة آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين إلى رئيس الجمهورية ‏آنذاك التي طالبت بحماية الدولة ورعاية مواطنيها مؤكدةً أن دور الدولة هو توفير الحماية والخدمات مقابل الضرائب وأن ‏الجيش يجب أن يكون للذود عن الوطن وإحقاق السيادة أو على الأقل أن تقوم الدولة بواجب الرعاية تجاه مواطنيها من تأمين ‏كهرباء، مياه، مدارس، مستشفيات، وإطلاق خطط إعادة إعمار واضحة وملموسة بدلاً من الانشغال بتفاصيل لا قيمة لها.‏

وفيما يتعلق ببناء الدولة جدد عزّ الدين التأكيد على موقف ثنائي المقاومة الوطني الشيعي بأنهم يسعون لبناء دولة قوية وقادرة ‏على حماية مواطنيها وأن شعارهم الانتخابي نحمي ونبني يجسد هذا الالتزام: حماية المواطنين ورعايتهم، إلى جانب بناء ‏مؤسسات قادرة على الحفاظ على السيادة الوطنية وطرد العدو من الأرض إن سنحت الظروف، وأضاف بوضوح: “ما حدا ‏يزايد علينا في الرغبة ببناء الدولة” لكنه شدّد أن النقد يتحمّل السلطة التي لا تفي بمسؤولياتها تجاه المواطنين.‏

وردًّا على مواقف القوى الدولية داخل مؤسساتها استشهد النائب بما جرى في مجلس الأمن الدولي حيث أكدت 14 دولة ‏ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين والسعي لتسوية تُنهي الحرب بينما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ‌‏(الفيتو) ما شكّل تحدياً واضحاً لموقف المجتمع الدولي واعتبر أن هذا التصرف كشف زيف شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان ‏والديمقراطية التي ترفعها الولايات المتحدة وحلفاؤها وأن السياسة الدولية اليوم تسودها شريعة الغاب حيث القوة هي الفيصل.‏

وخلال كلمته أكّد عزّ الدين رأيه بأن المطلوب اليوم من الحكومة والسلطة أن تضع خطة شاملة لإعادة البناء والإعمار تمولها ‏الموازنة العامة وأن تتوقف عن التعامل مع الملف بأدوات خاطئة أو بانتقائية في تطبيق بنود اتفاق الطائف وأكد أيضاً أن ‏مواجهة الاحتلال واستعادة الأرض يجب أن تظل أولوية الدولة الحقيقية للسيادة وأن على الحكومة أن تُثبت التزامها بمهمة ‏الرعاية تجاه المواطنين قبل أن تطلب منهم المزيد من التضحيات دون خطط واضحة للحماية والإعمار.‏

واختتم النائب حسن عزّ الدين كلمته بدعاء للشهداء وبتجديد العهد معهم مؤكداً أن ذكرى الشهيد القاووق وغيره من الشهداء تبقى ‏نبراسًا في دروب النضال والمقاومة وأن الشعب لن يتخلى عن مقاومته حتى تحرير كامل الأرض ودعا إلى استمرار التنسيق ‏بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لحماية الوطن وإعادة بناء ما دمرته الحروب والاعتداءات.‏

الثلاثاء 30-9-2025‏
‏7  ربيع الثاني- 1446 هـ

شاهد أيضاً

عون مُستاء من رئيس الحكومة وحزب الله لن يسكت | سلام واقفاً على الصخرة: الباحث دوماً عن المشاكل

  الأخبار الإثنين 6 تشرين اول 2025 عشية الذكرى الثانية لـ«طوفان الأقصى»، تنشغل عواصم القرار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *